الباركنسون والزهايمر وما العلاقة بينهم
يربط الكثير من الناس بين مرض الباركنسون والزهايمر خاصة وان مرضى الباركنسون عادة ما يعانون من مشاكل في الذاكرة وذلك بسبب تأثير مرض الباركنسون على الجهاز العصبي الحركي مما يؤدي إلى ضعف في الذاكرة أو ما يعرف بالزهايمر وهذا ما سوف نوضحه من خلال مقالنا الحالي.
العلاقة بين مرض الباركنسون والزهايمر
الباركنسون والزهايمر يشكلان أزمة مرضية وصحية صعبة للمرضى، فبالإضافة إلى الأعراض الحركية لمرض باركنسون يمكن أن يؤثر على الجهاز العصبي الحركي، مما يؤدي إلى بطء الحركة، ورعاش الأعصاب، وتيبس الأطراف وعدم التوازن في المشي.
الخرف أو ما يسمى بمرض باركنسون والضعف الإدراكي هما الأكثر أهمية، تتميز أعراض مرض باركنسون بانخفاض الذكاء وانخفاض القدرة على التفكير وحل المشكلات، ومرض باركنسون هو مرض قد يصيب الجهاز العصبي المركزي للإنسان، وتتفاقم أعراضه تدريجياً بمرور الوقت.
هذا المرض أكثر شيوعًا عند كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، يصيب مرض الزهايمر ما يصل إلى 50٪ إلى 80٪ من مرضى باركنسون طوال حياتهم، وغالبًا ما يحدث في المراحل المتأخرة من المرض.
أسباب الزهايمر أو الخرف عند مرضى باركنسون
تعود الأعراض الحركية لمرض باركنسون إلى عيوب في الدماغ العميق المسئولة عن تنظيم حركة عضلات الجسم، تحدث شيخوخة مرض الزهايمر نتيجة موت الخلايا في القشرة الدماغية التي تعتبر مسؤولة عن التفكير والإدراك فلماذا يعاني المصابون بمرض باركنسون من ضعف في الذاكرة؟ سوف نوضح ذلك كالتالي:
- مع تقدم البحث العلمي، ظهرت مفاهيم ونظريات جديدة لشرح حدوث الخرف لدى مرضى باركنسون، لأن الناس اكتشفوا أن الروابط العصبية المسؤولة عن التفكير والإدراك مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالجزء العميق من الدماغ المسؤول عن الحركة.
- أعراض الباركنسون والزهايمر تختلف أعراض مرض باركنسون والزهايمر من مريض لآخر، وتتميز هذه الأعراض أيضًا بعدم الاستقرار، لأن أعراض نفس المريض تختلف من ساعة إلى ساعة ومن يوم لآخر، خاصة في المراحل المبكرة من المرض.
- من الأعراض الشائعة لمرض باركنسون مشاكل معينة في الذاكرة والتفكير بالإضافة إلى صعوبة اتخاذ القرارات وحل المشكلات، وتتجلى هذه المشكلات أيضًا في النسيان المستمر، والتفكير البطيء، وعدم الانتباه، يعد اضطراب النوم أيضًا أحد المشكلات الشائعة لمرض باركنسون.
ومن الأمثلة على ذلك، النوم لفترات طويلة أثناء النهار، وأنماط النوم المختلفة، مصحوبة بمشاعر التعب والإرهاق المستمر، كما يعانون من الهلاوس البصرية والسمعية وحدوث الأوهام، كما يعانون أيضا من الاكتئاب الشديد والتوتر والقلق.
الفرق بين خرف باركنسون وخرف أجسام ليوي
على الرغم من وجود تشابه كبير في الأعراض والخصائص، إلا أن كلا المرضين يعتبر مرضًا مستقلاً، وعادة ما يكون من السهل التمييز بينهما بناءً على الوقت الذي تظهر فيه الأعراض يمكن أن يكون الاختصاصي هنا لتمييز العلاقة بين مرضين من خلال ملاحظة العلاقة بين وقت ظهور النسيان وأعراض باركنسون الأخرى .
- إذا كان المريض يعاني من أعراض شائعة لمرض باركنسون مثل بطء الحركة أو تصلب الأطراف أو اختلال توازنها قبل عام على الأقل من ظهور الأعراض، يتم التشخيص على أنه خَرَف داء باركنسون ومع ذلك.
- إذا حدثت الأعراض الحركية لمرض الباركنسون والزهايمر في نفس الوقت على مدار فترة زمنية، يتم تشخيص المريض بخرف أجسام ليوي، وهو مرض آخر يختلف عن مرض باركنسون، على الرغم من تشابه أعراض المرض يلاحظ أنه في بعض حالات خَرَف أجسام ليوي، لا توجد أعراض حركية على الإطلاق.
علاج الباركنسون والزهايمر
حتى الآن لا يوجد علاج فعال لمنع موت الخلايا العصبية في الدماغ، ولعب دور في إبطاء الموت لدى مرضى باركنسون لهذا السبب، عندما يعاني المريض المصاب بمرض باركنسون من أعراض مرض الزهايمر، فإن الطبيب المعالج يتبع الخطوات التالية:
1- الخطوة الأولى التي يتخذها الطبيب هي فحص الأدوية التي يستخدمها المريض في ذلك الوقت وتحديد الدواء المثالي والجرعة المناسبة للسيطرة على أعراض مرض باركنسون وأضراره الجانبية.
2- مراجعة الأدوية التي يستخدمها مريض الزهايمر، ولكن تختلف درجة الزهايمر من مريض لأخر، أيضا إذا كان يعاني المريض من هلاوس كثيرة قد يستخدم الطبيب أدوية مخصصة لعلاج الهلاوس ولكن يجب استخدام هذه الأدوية بحذر شديد بسبب أعراضها الجانبية.
الفرق بين مرض الباركنسون والزهايمر
سن بداية المرض:
- يتأخر ظهور مرض الزهايمر لدى معظم مرضى الزهايمر، وتظهر الأعراض لأول مرة بعد سن الستين يظهر مرض باركنسون في وقت مبكر عن مرض الزهايمر، وعادة ما بين 50 و65سنة، بمتوسط عمر حوالي 62 سنة.
- وبدأت حالات مرض الزهايمر مبكرا قلة فقط قبل سن الأربعين، وبمعدل حوالي 3 حالات لكل 1000 شخص، يكون مرض باركنسون أقل شيوعًا من مرض الزهايمر، لكنه لا يزال سببًا مهمًا للأمراض العصبية،وتعاني نسبة صغيرة من الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر والارتباك المبكر من مرض مبكر، ويبدأ الشكل المبكر لهذا المرض قبل سن الستين.
- وقد يعاني العديد إن لم يكن جميع الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر المبكر، من بعض الطفرات الجينية الوراثية،ويمكن أن تبدأ أعراض مرض باركنسون قبل سن الخمسين وعادة ما تكون الأشكال المبكرة من مرض باركنسون وراثية ولكن ليس دائمًا.
– ينتج مرض الزهايمر (مثل مرض باركنسون) عن تدمير خلايا الدماغ التي تحتوي على لويحات وتشابكات، ويختلف عن النتائج المجهرية لمرض الزهايمر حيث يظهر دماغ باركنسون الأخير إنتاج الدوبامين (مادة كيميائية مهمة في الدماغ) فقدان الخلايا.
التدهور المعرفي:
- يعد التدهور المعرفي شائعًا في مرض الباركنسون والزهايمر، على الرغم من أنه أقل شيوعًا في مرض باركنسون إلا أنه يعاني ما يصل إلى نصف مرضى الشلل الدماغي من صعوبات إدراكية، تتراوح بين النسيان الخفيف إلى الخرف الكامل ويقع مرض باركنسون “تحت القشري” في منطقة الدماغ المصابة.
- تختلف الأعراض السريرية للخرف تحت القشري قليلاً عن الأعراض السريرية للخرف “القشري” مثل مرض الزهايمر، في مرض باركنسون يكون الجسم بطيئًا قد تكون الأنشطة مرتبطة بالخرف “القشري” مثل مرض الزهايمر.
الأعراض السلوكية:
- مشاكل أبطأ في التفكير والذاكرة، وهي أكثر حساسية للتذكيرات من مرض الزهايمر، لأن الصعوبة تكمن في استرجاع الذكريات بدلاً من تخزين معلومات جديدة مثل مرض الباركنسون حيث يعاني المرضى المصابون بمرض باركنسون أيضًا من مشاكل سلوكية، تمامًا مثل المصابين بمرض الزهايمر.
- واللامبالاة هي التطور الشائع لهذين المرضين وهناك أيضًا اكتئاب وأحيانًا يكون من الصعب التمييز بين هذه المتلازمات وغالبًا ما يتم علاج اكتئاب باركنسون ضد علاج الاكتئاب التفاعلي قد يكون أكثر أهمية من علاج مرض الزهايمر.
نصيحة الطبيب
من خلال معرفتنا بالعلاقة بين الباركنسون والزهايمر، ينصح الأطباء دائماً بالتزام بأدوية مرض الباركنسون لكي لا يتفاقم المرض ويؤثر على الذاكرة، كما يجب على المريض إذا شعر بضعف في الذاكرة أو الخرف والاحساس بالهلوسة بضرورة التوجه إلى الطبيب والالتزام بالعلاج.