News

medical articles

ما هي جراحة الصرع الغير مستجيب للعلاج

جراحة-الصرع-الغير-مستجيب-للعلاج-1.jpg

جراحة الصرع الغير مستجيب للعلاج هي أحد الخيارات التي يتجه إليها الطبيب المعالج في بعض الحالات المرضية المستعصية، ومن خلال هذا المقال سوف نوضح كيفية إجراء جراحة الصرع الغير مستجيب للعلاج وكيفية التعامل مع المريض.

 

ما هو الصرع الغير مستجيب للعلاج ؟

الصرع الغير مستجيب للعلاج من الحالات الشائعة بين مرضى الصرع، حيث توجد حالات مصابة بالصرع ولا يمكن علاجها، حيث تكون حالات مزمنة نتيجة التعرض إلى نوبات من التشنجات المتكررة بدون سبب واضح حيث تحدث هذه النوبات نتيجة تدفق الإشارات الكهربائية بشكل أسرع إلى مخ الإنسان،

 

جراحة الصرع الغير مستجيب للعلاج

جراحة الصرع هي عملية لإزالة المنطقة التالفة من الدماغ التي تحدث فيها النوبات.

وتكون جراحة الصرع أكثر فاعلية عندما تحدث النوبات غالبًا في جزء معين من الدماغ، جراحة الصرع ليست المرحلة الأولى من العلاج، ولكن يتم أخذها في الاعتبار بعد فشل نوعين من الأدوية المضادة للصرع في تهدئة أو السيطرة على النوبات.

من الضروري إجراء بعض الفحوصات قبل الجراحة لتحديد ما إذا كان المريض مؤهلاً لإجراء جراحة الصرع وتحديد كيفية إجراء الجراحة.

 

لماذا يتم إجراء جراحة الصرع؟

يتم إجراء جراحة الصرع الغير مستجيب للعلاج في حالة  لم يتمكن الدواء من السيطرة على النوبات، فقد تكون جراحة الصرع أحد الخيارات، وتسمى هذه الحالة بالصرع المستعصي طبيًا أو الصرع المقاوم للأدوية.

 الغرض من جراحة الصرع الغير مستجيب للعلاج هو وقف أو تقليل النوبات، بغض النظر عما إذا كان المريض يتناول دواءً أم لا.

إذا لم يتم السيطرة على الصرع بشكل صحيح ، فقد يتسبب في العديد من المضاعفات والمخاطر الصحية، بما في ذلك:

  • الإصابة الجسدية الشديدة والقاسية.
  • حدوث النوبة أثناء الاستحمام أو السباحة فقد يتعرض  المريض للغرق.
  • الاكتئاب والقلق.
  • الأطفال المصابون قد يعانون من التقزم.
  • انخفاض الذاكرة أو مهارات التفكير الأخرى.

 

أنواع جراحات الصرع

تحدث النوبات بسبب نشاط غير طبيعي لمجموعة معينة من خلايا الدماغ (الخلايا العصبية)، يعتمد نوع الجراحة على موقع الخلايا العصبية التي تسبب النوبة وعمر المريض، تشمل أنواع الجراحات لرمض الصرع ما يلي:

  • الجراحة القطاعية: 

وهي النوع الأكثر شيوعًا من جراحات الصرع، حيث يتم استئصال جزء صغير من الدماغ، يزيل الجراح أنسجة المخ في المنطقة التي تبدأ فيها النوبة، غالبًا ما يتم إجراء الجراحة القطاعية في جانبي الفص الصدغي، وهو المسئول عن التحكم في الذاكرة البصرية واستيعاب اللغة والعواطف.

  • الليزر الحراري:  

وهو إجراء جراحي يستخدم شعاع الليزر لاستهداف وتدمير جزء صغير من أنسجة المخ، ويستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي للمساعدة في توجيه شعاع الليزر الذي يستخدمه الجراح

  • التحفيز العميق للدماغ: 

يستخدم التحفيز العميق للدماغ جهازًا مزروعًا بشكل دائم في عمق الدماغ لإصدار إشارات كهربائية بشكل دوري لمنع الأنشطة غير الطبيعية التي تسبب النوبات، يتم توجيه هذه العملية أيضًا بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي، ويتم زرع وحدة مولد النبض في الصدر.

  • الجسم الثفني: 

 إجراء جراحي يزيل جزء من الدماغ الذي يربط الأعصاب بالجانب الأيمن والأيسر من الدماغ (الجسم الثفني)، ويستخدم هذا الإجراء عادةً للأطفال الذين يعانون من نشاط دماغي غير طبيعي ينتشر من إحدى جانبي الدماغ.

  • استئصال نصف الكرة المخية:  

هو عملية لإزالة جانب واحد من المادة الرمادية المطوية (القشرة المخية) من الدماغ، عادة ما يكون هذا النوع من الجراحة مناسبًا للأطفال الذين يعانون من نوبات تبدأ من مواقع متعددة في نصف الكرة المخية، والتي تحدث عادةً بسبب الأمراض التي توجد أثناء ولادة الطفل أو الطفولة المبكرة.

 

مخاطر الجراحة

تتحكم مناطق مختلفة من الدماغ في وظائف مختلفة لذلك، تختلف المخاطر حسب موقع الجراحة ونوع الجراحة،  سيساعدك فريق الجراحة في فهم المخاطر المحددة المرتبطة بالجراحة والاستراتيجيات التي سيستخدمها الفريق لتقليل احتمالية حدوث مضاعفات،  قد تشمل المخاطر ما يلي:

  • مشاكل الذاكرة والكلام التي قد تؤثر على قدرة المريض في فهم اللغة واستخدامها.
  • ضعف البصر حيث يتداخل مع المجال البصري للعين.
  • يمكن أن يؤثر الاكتئاب أو التقلبات المزاجية الناتجة عن الجراحة على تفاعلاتك مع الآخرين أو صحتك الاجتماعية.
  • صداع الرأس.
  • السكتة الدماغية.

 

كيف تستعد لإجراء جراحة الصرع الغير مستجيب للعلاج ؟

إذا كنت مرشحًا محتملاً لإجراء جراحة الصرع، فسيساعدك الفريق الطبي في المركز المتخصص في لعلاج الصرع.

 سيقوم فريقك بإجراء اختبارات متعددة لتحديد ما إذا كنت مؤهلاً للجراحة، وتحديد الموقع الجراحي المناسب، ومعرفة المزيد حول وظيفة مناطق معينة من دماغك.

  يتم إجراء بعض هذه الاختبارات في عيادة خارجية، بينما يتطلب البعض الآخر دخول المستشفى.

 

ماذا يمكنك أن تتوقع؟

يمكنك التعرف على الخطوات المتوقعة لإجراء الجراحة كالتالي:

  • قبل الجراحة

لتجنب الإصابة بالعدوى، يفضل قص أو حلق الشعر عند فتحة الجمجمة أثناء العملية،  سيتم وضع أنبوب مرن صغير (التسريب في الوريد) لإدخال المحاليل أو التخدير أو الأدوية الأخرى إلى الجسم أثناء الإجراء.

  • أثناء الجراحة:

ستتم مراقبة معدل ضربات القلب وضغط الدم ومستوى الأكسجين أثناء العملية،  يمكن أيضًا استخدام جهاز مراقبة مخطط كهربية الدماغ لتسجيل موجات الدماغ أثناء الجراحة لتحديد جزء الدماغ الذي بدأ النوبة بشكل أفضل.

عادة ما يتم إجراء تلك الجراحة  تحت التخدير العام، مما يعني أن المريض سيفقد وعيه تماما أثناء إجراء العملية، ولكن في حالات نادرة جدا، قد يوقظ  الطبيب الجراح المريض في مرحلة ما أثناء العملية وذلك  لمساعدة الفريق على تحديد أجزاء الدماغ التي تتحكم في اللغة والحركة، في هذه الحالات، ستتلقى أدوية للسيطرة على الألم.

اعتمادًا على نوع الجراحة، يقوم الجراح بعمل فتحة صغيرة نسبيًا في الجمجمة، بعد العملية، سيتم إعادة العظم الذي تم إزالته إلى الفتحة الأصلية وتثبيته في بقية الجمجمة حتى يشفى.

جراحة الصرع الغير مستجيب للعلاج وتحديد بؤرة الصرع باستخدام السونار

  • بعد الجراحة:

يبقى  المريض في غرفة الإنعاش الخاصة حتى تتم مراقبته عن كثب عندما يستيقظ بعد التخدير، قد يحتاج إلى قضاء الليلة الأولى بعد الجراحة في وحدة العناية المركزة، عادة ما يكون إجمالي الإقامة في المستشفى بعد معظم جراحات الصرع حوالي ثلاثة إلى أربعة أيام.

عندما يستيقظ المريض سوف يشعر بتورم وألم في رأسك، يحتاج معظم الأشخاص إلى أدوية التخدير خلال الأيام القليلة الأولى على الأقل لتخفيف الألم.

وقد يساعد أيضًا وضع كيس ثلج على الرأس، ليهدأ التورم والألم بعد الجراحة في غضون أسابيع قليلة.

قد لا تتمكن من العودة إلى الحياة الطبيعية بشكل مباشر لمدة شهر إلى ثلاثة أشهر، ولذلك يمكن الحصول على الراحة والاسترخاء في الأسابيع القليلة الأولى بعد جراحة الصرع الغير مستجيب للعلاج ثم زيادة مستوى النشاط تدريجيًا.

في حالة عدم وجود مضاعفات مثل السكتة الدماغية أو فقدان القدرة على الكلام أثناء العملية، فلن يحتاج المريض إلى إعادة تأهيل مكثف.

  • نتائج الجراحة:

بشكل عام تكون النتيجة المتوقعة بعد إجراء جراحة الصرع هي السيطرة على نوبات الصرع بالأدوية.

إن الجراحة الأكثر شيوعًا وأسهل فهمًا هي استئصال الفص الصدغي، والذي يمكن أن يجعل حوالي ثلثي الأشخاص المصابين خاليين من النوبات.

 أظهرت الدراسات أنه إذا لم يتعرض الشخص لنوبة في السنة الأولى بعد جراحة الفص الصدغي، مع تناول الأدوية.

 فإن فرصة عدم حدوث نوبة في العامين المقبلين تتراوح بين 87٪ و 90٪، وإذا لم يصاب الشخص بنوبة صرع لمدة عامين، فإن احتمال عدم حدوث نوبة خلال 5 سنوات هو 95٪، ويصل إلى 82٪ في غضون 10 سنوات.

 

نصيحة الطبيب

جراحة الصرع الغير مستجيب للعلاج ليست هي الخيار الأول، وإنما تستخدم فقط مع الحالات المستعصية وهذا ما يحدده الطبيب المعالج أي أن الأمر لا يرجع للمريض أو اختياره، ولكن يحدد الطبيب العلاج المناسب وفقًا لحالة المريض وعمره وشدة المرض.

دكتور محمد القزاز

جميع الحقوق محفوظة - د. علي صلاح

WeCreativez WhatsApp Support
يمكنك طرح استشارتك من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة التاسعة مساءاً .. وسيقوم احد اعضاء الفريق الطبي بالرد عليك في اسرع وقت
كيف يمكنني مساعدتك