مرض باركنسون والتدخين وما العلاقة بينها
هل هناك علاقة فعلية بين مرض باركنسون والتدخين وكيف يمكن للمريض ملاحظة أعراض المرض المبكرة؟ من خلال مقالنا هذا سوف نوضح مدى تأثير التدخين في الإصابة بمرض باركنسون.
باركنسون والتدخين
سوف نتعرف على العلاقة بين باركنسون والتدخين وذلك وفقًا لدراسة أجريت على نفس أفراد الأسرة، فإن الأشخاص الذين يدخنون ويشربون القهوة هم أقل عرضة للإصابة بمرض باركنسون من الأقارب الذين لا يشربون السجائر والقهوة.
تضيف هذه النتائج إلى المزيد والمزيد من الأدلة على أن المواد الموجودة في التبغ يمكن أن تحمي الدماغ من هذا المرض التنكسي العصبي وتوفر أدلة جديدة لتأثير القهوة على المرض.
قال الباحثون إن هذه الدراسة تقدم أدلة جديدة على أن أسباب مرض باركنسون متنوعة وأن الآثار الصحية السلبية للتدخين تتجاوز بكثير أي آثار وقائية قد تكون لها على هذه الأمراض التنكسية العصبية.
يؤثر مرض باركنسون عادةً على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا ويمكن أن يتسبب في فقدان التنسيق الحركي والخرف وربما الوفاة المبكرة.
على مدى عقود، وجد العلماء أدلة على أن المدخنين أقل عرضة للإصابة بهذا المرض من غير المدخنين. لكن الخبراء يعتقدون أن الجينات تؤثر على خطر الإصابة بمرض باركنسون، والغالبية العظمى من هذه الدراسات تشمل مشاركين غير مرتبطين وبالتالي مختلفين وراثيًا.
من أجل السيطرة على هذا الاختلاف الجيني ، تم إجراء دراسة علمية عادات شرب القهوة والتدخين لمرضى مرض باركنسون وعائلاتهم.
بالنسبة للأقارب
شملت الدراسة 356 مريضا بمرض باركنسون و 317 من الأقارب المقربين، وجميعهم كانوا أكبر سنًا من العمر الذي ظهرت فيه علامات المرض لأول مرة على أقاربهم المصابين بمرض باركنسون.
وجد فريق البحث أن نسبة الأشخاص المصابين بمرض باركنسون المدخنين أقل بنسبة 40٪ من أقاربهم الأصحاء، و 50٪ مدخنون منتظمون، وحوالي 10٪ منهم يدخنون منذ أكثر من 30 عامًا، بينما 15٪ فقط من المدخنين، أقران أصحاء.
بالنسبة للأقارب الأصحاء، يشرب ما يقرب من 40٪ من الأشخاص ثلاثة أكواب أو أكثر من القهوة يوميًا خلال حياتهم، وعلى العكس من ذلك، فإن الأشخاص المصابين بمرض باركنسون تقل احتمالية إبلاغهم عن مثل هذا الاستهلاك بنسبة 40٪.
فلماذا توجد علاقة سلبية بين التدخين وشرب القهوة ومرض باركنسون؟ لا تزال الإجابة على هذا السؤال غامضة إلى حد كبير.
تتضمن إحدى الآليات الممكنة مادة كيميائية محفزة في الدماغ تسمى الدوبامين، يعزز موت الخلايا المنتجة للدوبامين في الدماغ تطور مرض باركنسون، يمكن أن يؤدي التدخين وشرب القهوة إلى زيادة مستوى هذه المادة الكيميائية.
وجد العلماء أيضًا بعض الأدلة على أن مادة في التبغ قد تزيد من مستويات الدوبامين عن طريق منع الخلايا السامة المنتجة للدوبامين من إنتاج السموم.
لكن سكوت حذر من أن العلاقة بين التدخين ومرض باركنسون ليست علاقة سببية بسيطة، وقال أيضًا إن بيولوجيا الدماغ لبعض الأشخاص المصابين بمرض باركنسون قد تجعلهم أقل عرضة للإدمان على السجائر.
ما هي أضرار التدخين
هناك الكثير من الأضرار المرتبطة بمرض باركنسون والتدخين ونذكر منها ما يلي:
- إحدى الدراسات العلمية الجديدة تدعم فكرة أن مرض باركنسون له طرق متعددة للتطور.
- ترتبط مجموعة متنوعة من الطفرات الجينية بمرض باركنسون ، وبعضها فقط قد يكون مرتبطًا بالتدخين
- على سبيل المثال، هنالك علاقة لطفرة في جين يسمى NOS2A مرتبط بمرض باركنسون بهذه العادات.
- أبلغ المرضى الذين يعانون من هذه الطفرة عن معدلات استهلاك للتدخين والقهوة مماثلة لأقاربهم.
- أكد بعض العلماء أن بحثه لم يقدم لأي شخص بدء في التدخين،وقال إن المخاطر المؤكدة للتدخين، مثل سرطان الرئة أو النوبة القلبية، تفوق أي حماية محتملة من مرض باركنسون.
هل الغذاء مرتبط بمرض باركنسون؟ هل يعتبر الطعام علاجًا طبيعيًا فعالًا لهذا المرض؟
أقل من 10٪ من أسباب هذا المرض وراثية، مما يعني أن العوامل البيئية هي السبب الرئيسي لمرض باركنسون، وخاصة طبيعة نظامنا الغذائي وأسلوب حياتنا، النظام الغذائي هو عامل يعزز تطور مرض باركنسون، لذلك سنناقش كيفية استخدام الطعام للوقاية من مرض باركنسون وعلاجه، وفي أي مرحلة يمكننا السيطرة عليه؟ وما هي طبيعة الغذاء للتخلص من هذا المرض.
تحدث الإصابة بمرض باركنسون نتيجة الشيخوخة مما يؤدي إلى تغيرات في الجسم مثل ارتفاع نسبة السكر في الدم وانخفاض مستويات الأنسولين والإجهاد التأكسدي والنتيجة موت الخلايا العصبية ومن المعروف أن مستوى الهرمونات يقل، ومن المعروف أيضا أن الدوبامين ينقل المعلومات من الدماغ الذي يتحكم في حركة الجسم، ويؤدي بدوره إلى مرض باركنسون.
من أجل تجنب الإصابة بهذا المرض لابد من تناول الأطعمة التي تحتوي على مادة “الفلافونويد”، وهي مجموعة متنوعة من المغذيات النباتية الموجودة في معظم النباتات والخضروات والفواكه، ومن أهمها:
- العنب
- التفاح
- الطماطم
- الخس
- التوت
- الكاكاو
- الشاي
- الحبوب
أظهرت الدراسات أيضًا أن نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي الغني بالفواكه والخضروات والبقوليات والأسماك والحبوب يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض باركنسون بنسبة 46٪.
يشجع هذا النظام الغذائي على استهلاك الأطعمة التالية بكميات كبيرة: الفواكه، وخاصة الفواكه الحمراء والزرقا، بما في ذلك الخضروات المختلفة (مرة واحدة على الأقل في اليوم)، والحبوب الكاملة (3 حصص في الأسبوع)، والمكسرات (5 حصص في الأسبوع)، وزيت الزيتون.
تناول باعتدال: الأسماك الدهنية مثل السلمون / السردين / التونة (حصة واحدة في الأسبوع) ومنتجات الألبان المخمرة مثل الحليب / الجبن والبيض والدواجن (حصتان في الأسبوع) والنبيذ (ملي 15 أو نص كوب في اليوم) والأرز.
تحتوي حمية البحر الأبيض المتوسط على أطعمة غنية بفيتامين ج وفيتامين هـ والكاروتينات، وهي تعتبر من مضادات الأكسدة التي يمكن أن تقلل الدهون وتعزز إفراز الدوبامين المسبب لمرض باركنسون.
من ناحية أخرى، يجب تجنب اللحوم الحمراء والمنتجات المصنعة والمعلبة والسكر المكرر والدهون المشبعة والصوديوم.
باختصار، يلعب النظام الغذائي والتغذية دورًا مهمًا في الوقاية من مرض باركنسون وعلاجه، ولا يزال يتعين فهم أهمية دمج المفاهيم الغذائية في خطط العلاج المستقبلية لهذا المرض.
الوقاية من مرض باركنسون
لا تزال طريقة الوقاية من مرض باركنسون والتدخين غامضة، وسبب هذا الغموض أنه مرض غير معروف، إلا أن بعض الدراسات أثبتت ما يلي:
- يمكن أن تقلل التمارين الهوائية من خطر الإصابة بمرض باركنسون.
- الأشخاص الذين يشربون الكافيين، سواء كان شاي أو قهوة أو حتى كولا؛ مقارنة بمن لا يشربون هذه المشروبات، لديهم فرصة أقل للإصابة بمرض باركنسون.
أخيرًا، لا توجد معلومات وأدلة كافية لاستخدامها للوقاية من هذا المرض، لأنه حتى الأدوية لا يمكن أن تعالج هذا المرض، ولكن هناك بعض الأدوية التي بدورها يمكن أن تساعد بشكل كبير في السيطرة على الأعراض، ويوصى بإجراء الجراحة في بعض الحالات.
نصيحة الطبيب
باركنسون والتدخين بينهما علاقة غير محددة وغير واضحة بشكلٍ كاف ولكن يمكن القول بأن المدخنين أقل عرضة للإصابة بمرض باركنسون وهذا أمر متغير من شخص لأخر وفقا لحالة الجسم بمعنى أن من الممكن أن يصاب شخص مدخن بمرض شلل الرعاش ولذلك لابد من زيارة الطبيب فور ظهور الأعراض الخاصة بالمرض.
