News

medical articles

الشلل الرعاش | كل ما تريد معرفته عن المرض

شلل-الرعاش.png

الشلل الرعاش أو ما يعُرف باسم «باركنسون»، من الأمراض التي تنتشر بدرجة كبيرة بين كبار السن وتختلف أعراضه من شخص إلى أخر، ومن خلال هذا التقرير سوف نتعرف على مرض شلل الرعاش وأعراضه وطرق التشخيص والعلاج.

 

ماذا تعرف عن الشلل الرعاش؟

مرض الشلل الرعاش من الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز العصبي الحركي في جسم الإنسان، وذلك وفق ما اثبتته الدراسات العلمية التي أكدت إنه يتم فقد الخلايا العصبية بشكل تدريجي، فعند الإصابة بهذا المرض تصاب الخلايا بما يعرف «المادة السوداء» وهي منطقة في الدماغ تبدو داكنة وذلك بسبب احتوائها على نسبة عالية من الحديد والميلانين.

هذه الخلايا تجمع الدوبامين، والمعروف بأنه الناقل العصبي في الجسم، حيث ينقل الدوبامين حافزا من الدماغ إلى العضلات، وبالتالي فهو مسئول عن الحركات التي يقوم بها الإنسان، وهو متوفر بكميات محددة وإذا لم يتمكن الجسم من تكوين ما يكفي من الدوبامين، فتبدأ تتطور الأعراض المميزة لمرض الشلل الرعاش.

  • الرعاش أو الارتجاف ويكون في أحد الأطراف وغالباً ما يكون في اليد أو الأصابع.
  • بطء الحركة ومع مرور الوقت يحدث إبطاء في حركة المريض مما يجعل المهام البسيطة صعبة وتحتاج لوقت طويل، وقد تصبح خطواتك أقصر عند المشي، أو عند النهوض من على المقعد فإنه يكون صعب، أو قد تتطور الحالة فيصبح المريض يجر قدميه وهو يحاول المشي.
  • تيبس العضلات وتحدث هذه الحالة في أي جزء من الجسم حيث تشعرك العضلات المتيبسة بالألم في الجسم وتحد من نطاق الحركة.
  • فقدان الحركات التلقائية حيث تتقلص قدرة المريض على أداء الحركات اللاإرادية بما في ذلك رمش العين أو الابتسام أو أرجة الذراعين عند المشي
  • التغيرات في الكلام قد يعاني المريض من اضطراب الكلام مثل، التحدث بهدوء أو بسرعة أو تتمتم أو التلعثم قبل التحدث، ويمكن أن يتخذ الكلام نمط رتيب، إلى جانب التغيرات في الكتابة فقد تكون صعبة.

 

أسباب الإصابة بـ الشلل الرعاش

الشلل الرعاش هو مرض ذاتي الاعتلال، وهو ما يعني أن السبب الأساسي للإصابة بالمرض غير معروف، حيث تحدث حالات الإصابة بالمرض بعد سن الـ60 عام، في حين يعد الرجال، الأكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون، مقارنة بالنساء، التي تقل لديهم فرص الإصابة ، وقد أظهرت الأبحاث أن هناك أمراض أخرى ذات صلة إلى جانب الشلل الرعاش التي تتوارث في الأسرة ومع ذلك فهي ليست شائعة مثله، ومن أبرز أسباب الإصابة ما يلي:

 – الجينات:

لقد تعرف الباحثون علي طفرات جينية محددة ربما تسبب حدوث الشلل الرعاش، ولكنها غير شائعة وتحدث في حالات نادرة يصاب فيها عدد من أفراد الأسرة الواحدة بالمرض.

– المثيرات البيئية:

التعرض للمواد السامة معينة أو عوامل بيئية محددة قد يزيد من خطر الإصابة بالمراحل المتأخرة من الشلل الرعاش، ولكن الخطر قليل نسبياً.

 

المضاعفات التي تحدث لمرضى الشلل الرعاش

تحدث بعض المضاعفات للمريض المصاب بالشلل الرعاش ومنها ما يلي:

  • المعاناة من صعوبة التفكير، حيث يواجه المريض مشكلات في الإدراك «الخرف» ويحدث ذلك في مراحل متأخرة من المرض.
  • قد يواجه  المريض الاكتئاب، وذلك في المراحل المبكرة من المرض ويمكن أن يساهم علاج الاكتئاب على التعامل مع تحديات أخرى لمرض الشلل الرعاش بشكل أسهل.
  • قد يعاني المريض من تغيرات عاطفية مثل، الخوف، والقلق، وفقدان الدافع.
  • المعاناة من مشكلات في البلع مع تقدم حالة المريض، وقد يتراكم اللعاب في الفم بسبب بطء البلع مما يؤدي إلى سيلان اللعاب، إلى جانب مشكلات المضغ والأكل حيث أن عضلات الفم تتأثر في المراحل المتأخرة من مرض الشلل الرعاش.
  • اضطراب سلوك النوم بسبب حركة العين السريعة.
  • من أخطر مضاعفات مرض الشلل الرعاش مشاكل المثانة مثل، عدم القدرة على التحكم في البول أو صعوبة التبول. 
  • المعاناة من الإمساك ويرجع ذلك إلى بشكل رئيسي إلى عمل وظيفة السبيل الهضمي بشكل أبطأ.

 

مضاعفات شلل الرعاش

 

 

مراحل تطور مرض الشلل الرعاش

بشكل عام تبدأ أعراض الاضطرابات الحركية في مرض الشلل الرعاش في جانب واحد من الجسم، ثم تنتقل إلى الجانب الأخرى خلال عدة سنوات ومع زيادة حدة الأعراض يجد المريض صعوبة في الكثير من الأمور مثل، صعوبة المشي والتحدث، حيث تتطور الأعراض مع مرور الوقت ولا يمكن التنبؤ بشكل دقيق بمدى تطور المرض حيث يعتمد ذلك على عدة عوامل ويمكن تقسيم مراحل تطور الشلل الرعاش إلى خمسة مراحل كالتالي:

– المرحلة الأولى: وتكون مصحوبة بأعراض خفيفة مثل، الرعاش أو التصلب وتظهر في جانب واحد من الجسم ولا تؤثر على نمط حياة الشخص.

– المرحلة الثانية: وفي هذه المرحلة تتطور الأعراض لتظهر على جانبي الجسم أو بشكل محوري بدون أن تؤثر على توازن الجسم، وتظهر هذه المرحلة بعد أشهر أو سنوات من الإصابة.

– المرحلة الثالثة: يبدأ المريض في فقدان القدرة على التوازن وبطء شديد جداً في الحركة وردات فعل الجسم، ولكن يستطيع المريض ممارسة حياته بشكل طبيعي.

– المرحلة الرابعة: فقدان القدرة على القيام بالأنشطة اليومية بدون مساعدة ولكن يتمكن المريض من المشي والوقوف بدون مساعدة.

– المرحلة الخامسة: يفقد المريض في هذه المرحلة القدرة على المشي أو الوقوف، حيث تتقيد حركته إما بملازمة السرير أو الكرسي المتحرك.

 

 

مراحل تطور شلل الرعاش

 

 

كيف يتم تشخيص الشلل الرعاش ؟

يتم تشخيص مرض الشلل الرعاش بمعرفة الطبيب المختص في خطوتين رئيسيتين هما:

  • الخطوة الأولى:

يتم فيها تشخيص مرض الشلل الرعاش على أساس الاختبارات السريرية، حيث يقوم اختصاصي الأعصاب بفحص المهارات الحركية للمريض ويبدأ في توجيه بعض الأسئلة للتعرف على الأعراض المتعلقة بالأنشطة الحركية الدقيقة، إلى جانب أعراض الألم أو التوتر.

 

  • الخطوة الثانية:

يتم فحص الدماغ باستخدام تقنيات التصوير المقطعي بالكمبيوتر والتصوير بالرنين المغناطيسي  (CT و MRI)، وهذه الأشعة تساعد في استبعاد الأمراض الأخرى التي يمكن أن تسبب اضطرابات عصبية.

 

 

علاج الشلل الرعاش

عادةً ما يستعين الطبيب المعالج في حالات الإصابة بمرض الشلل الرعاش ببعض الأدوية لمعالجة هذا المرض وذلك وفق الخطة التالية:

  • العلاج بالأدوية

يهدف العلاج بالأدوية إلى تعويض نقص مادة الدوبامين، وذلك من خلال المواد الفعالة الموجودة في هذه الأدوية، إلى جانب زيادة تركيزها في الدماغ بهدف بطء عملية الانهيار وتقليل مواد الرسول التي لها تأثير معاكس للدومابين.

  • العلاج الطبيعي

بعض الحالات قد تحتاج دعم للعلاج بالأدوية من خلال العلاج الطبيعي أو ممارسة الرياضة، فالهدف من العلاج هو الحفاظ على قدرة المريض على أداء الحركات اليومية، وقد تحتاج إلى رفع الجرعات أو اضطرابات في الحركة أثناء فترة العلاج.

  • العلاج الجراحي

حيث يتم اللجوء إلى إجراء الجراحة لمريض الشلل الرعاش عندما لا تخفف الأدوية الأعراض بشكل كافي.

– من طرق العلاج الأخرى يمكن استخدام التحفيز العميق للمخ أو جراحة كي نواة المهاد وخلايا العقد القاعدية للمخ وهما الإجراءات الجراحية الأكثر انتشارًا في معالجة الشلل الرعاش.

وتعتبر جراحة استخدام التحفيز العميق للمخ جديدة نسبيًا حيث تعتمد على وضع قطب كهربائي صغير في المخ واستخدام نبضات كهربائية لتثبيط مناطق معينة من الدماغ تنتج ناقلات عصبية تحتوي على الدوبامين، وهذا يؤدي إلى تركيز أكثر توازنا لدى المريض وقدرته على الحركة بشكل طبيعي.

أما جراحة كي نواة المهاد و خلايا العقد القاعدية للمخ وهما الإجراءات الجراحية الأكثر انتشارًا في معالجة الشلل الرعاش هو جراحة كي نواة المهاد و خلايا العقد القاعدية للمخ هو تدخل لا يحتاج لزراعة أجهزة بالجسم و يتم باستخدام النظام الملاحي للمخ و كي المناطق المسؤولة عن أعراض المرض، و تتم باستخدام مخدر موضعي و يتطلب من المريض إجراء عدة اختبارات للحركة أثناء الجراحة ويتم تحديد المناطق المصابة بإستخدام أجهزة المراقبة الفسيولوجية للأعصاب و الحركة و يتم الكي بإستخدام جهاز التردد الحراري، و يشعر المريض بالتحسن أثناء الجراحة.

 

 

نصيحة الطبيب

في حالة الشعور بأي عرض من تلك الأعراض التي سبق ذكرها في هذا التقرير، فلابد من زيارة طبيب متخصص، للتأكد من عدم الإصابة بمرض الشلل الرعاش، أو اكتشافه في مراحله المبكرة والسيطرة عليه ومعالجته.

دكتور محمد القزاز

جميع الحقوق محفوظة - د. علي صلاح

WeCreativez WhatsApp Support
يمكنك طرح استشارتك من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة التاسعة مساءاً .. وسيقوم احد اعضاء الفريق الطبي بالرد عليك في اسرع وقت
كيف يمكنني مساعدتك