مرض باركنسون – كل ما تريد معرفته عن المرض
مرض باركنسون واحد من الأمراض المزمنة الشائعة لدى كبار السن الذين تخطوا عمر الـ50 عاما وهو من الأمراض التي تحتاج إلى العناية الفائقة من أسرة المريض ومن خلال هذا التقرير سوف نتعرف على كافة المعلومات التي يحتاج لها مريض شلل الرعاش وكيفية التعايش مع هذا المرض.
مرض باركنسون
مرض باركنسون هو مرض عصبي خطير ومزمن يتفاقم مع مرور الوقت ويصيب الخلايا العصبية أو العصبونات التي تقع في منطقة الدماغ والتي تعرف باسم المنطقة السوداء.ففي الحالات الطبيعية تعمل هذه الخلايا على إفراز مادة الدوبامين الكيميائية ووظيفتها تتمثل في أنها تعمل كناقل عصبي يتم من خلاله نقل الإشارات وتنسيق الحركة والتوازن لعضلات الجسم و منطقة الدماغ، وعندما تصاب هذه الخلايا العصبية بالمنطقة السوداء بالتلف أو تموت، فإن مادة الدوبامين تنقص بدرجة كبيرة في الدماغ وبشكل خاصة في منطقة العقد القاعدية والتي تكون مسئولة عن تنظيم أوامر الحركة من أجزاء الدماغ الأخرى وبالتالي تبدأ أعراض المرض في الظهور بالتدريج.
سمي هذا المرض على اسم الطبيب الذي اكتشفه وشخصه لأول مرة وكان اسمه ” جيمس باركنسون” ويطلق عليه أيضًا اسم الشلل الرعاش وهو من الأمراض التي تصيب الإنسان حيث يظهر بالتدريج على المريض.
وهنا تتمثل أعراض المرض في الشعور برعشة أو رجفة بسيطة وخفيفة في إحدى اليدين وغالبًا قد لايهتم المريض بمعرفة سببها، بالإضافة إلى عدة أعراض أخرى منها جمود الملامح.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون
من الطبيعي أن يصيب مرض باركنسون الأشخاص في مختلف الفئات العمرية ولكن هناك حالات أكثر عرضة لخطر الإصابة وهم كالتالي:
- الرجال في عمر الـ60 عام فما فوق أكثر عرضة للإصابة بالمرض عن النساء.
- تم تشخيص الإصابة بمرض باركنسون لدى حوالي 10% من المرضى دون عمر الـ40 عام.
- الكثير من الدراسات العلمية تشير إلى أهمية العامل الوراثي في الإصابة بالمرض.
أسباب الإصابة بمرض باركنسون
عندما يقل إنتاج مادة الدوبامين في الدماغ بسبب موت الخلايا المعقدة المسئولة عن إنتاج هذه المادة وحتى الآن لم يتوصل العلم إلى السبب الرئيسي في موت تلك الخلايا بالدماغ ولكن العلماء توصلوا لعدة أسباب قد ينتج عنها الإصابة بمرض باركنسون ومنها ما يلي:
- في حالة تضرر الخلايا العصبية المسئولة عن إفراز بعض المواد الكيميائية التي تتحكم في عمل الجهاز العصبي وتتحكم في ضغط الدم أيضًا.
- عندما تنخفض كمية مادة الدوبامين التي تفرزها بعض خلايا الدماغ وهذه المادة مسئولة عن نقل النبضات أو الإشارات العصبية من الدماغ إلى عضلات الجسم المختلفة.
- عندما يكون هناك تاريخ عائلي للإصابة بالمرض حيث تلعب العوامل الوراثية والجينات دور كبير في تكرار الإصابة بالمرض في العائلة.
- عندما يتعرض الشخص إلى إصابة شديدة وقاسية بالرأس.
- تناول بعض الأدوية قد تزيد من خطر الإصابة بمرض الشلل الرعاش مثل أدوية الذهان لأنها تقلل كمية الدوبامين وقد تمنعه من القيام بوظيفته وهي تلقي الإشارات الناقلة.
- التعرض للسموم البيئية والمواد الكيمائية له دور في إمكانية الإصابة بالمرض.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون
هناك العديد من العوامل إلى تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض المزمن وتشمل ما يلي:
-
العمر
مرض باركنسون نادر ما يصيب الشباب ولكنه يصيب الأشخاص في مرحلة منتصف العمر وفي سن الشيخوخة حيث تتداخل أعراض مع أعراض الشيخوخة وكبر السن ومع تقدم المريض في العمر تزيد درجات خطر الإصابة بالمرض.
-
الوراثة
العوامل الوراثية تزد من خطر الإصابة بالشلل الرعاش فإذا كان في العائلة أفراد أصيبوا بالمرض فإن خطر تكرار الإصابة بالمرض يزداد على الرغم من أن نسبة حدوث ذلك لا تتجاوز الـ5%
-
الجنس
خطر الإصابة بالمرض لدى الرجال أكثر من النساء.
-
التعرض للسموم
الأشخاص المعرضين بشكل متواصل للتعامل مع المواد الكيميائية والسموم البيئية مثل، المبيدات الحشرية وغيرها أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض باركنسون.
الأعراض المصاحبة لمرض باركنسون
توجد مجموعة من الأعراض والعلامات المصاحبة لهذا المرض ومنها ما يلي:
-
الرعاش والرجفان
الرعشة عرض أو علامة يشعر بها المريض في بداية المرض وتظهر في جانب واحد من الجسم وقد تقتصر على اليد أو القدم وعند ينتشر الرجفان في مناطق مختلفة من الجسم عند تعرض المريض للإجهاد أو التوتر وتزول هذه الحالة عند خلود المريض إلى النوم وعند تحريك الذراع أو الساق.
-
الحركة البطيئة
بطء الحركة واحد من أعراض الشلل الرعاش الواضحة جدًا والمنتشرة والشائعة أيضا فنلاحظ أن المريض أصبح يستغرق وقت طويل جدًا في الأنشطة اليومية الطبيعية مثل، ارتداء الملابس والاستحمام فقد يستغرق عدة ساعات.
-
تيبس العضلات
تيبس الأطراف والعضلات يحدث نتيجة تشنج العضلات غير الإرادي فيسبب عدم القدرة على التحرك بالإضافة إلى شعور المريض بألم صادر عن العضلات المصابة وهذه حالة من التصلب العضلي الناتجة عن مرض باركنسون.
-
اضطرابات التوازن والتناسق
عدم القدرة في الحفاظ على التوازن علامة من علامات وأعراض الشلل الرعاش المتطورة والمتقدمة فيبدأ جسم المريض في الانحناء إلى الأمام أو إلى الخلف وهذا يزيد من إمكانية سقوط المريض عند ارتطامه بشيء ما في المنزل مع ظهور مجموعة من التطورات على وضعية قامة جسم المريض فتبدأ الرأس بالانحناء وتتدلى الكتفان وتعرف هذه الأعراض بوضعية الانحناء إلى الأمام.
أعراض أقل شيوعًا وانتشارًا لمرض باركنسون
توجد مجموعة من الأعراض لا يمكن ملاحظتها أو تكون أقل وضوحًا لدى المرضى وتشمل الأعراض التالية:
- جمود تعبيرات الوجه وقد تتناقص أيضًا.
- تغيرات في طريقة التكلم تكون واضحة جدً حيث بطء التحدث والتردد قبل النطق.
- يصبح الخط أثناء الكتابة صغير جدًا.
- المعاناة من مشاكل في التبول حيث التبول لا إرادي أو صعوبة التبول.
- المعاناة من الإمساك.
- المعاناة من مشاكل النوم حيث الأرق وتصبح عدد ساعات نوم المريض قليلة جدًا.
- الشعور بالوهن العام والألم والخمول.
- المعاناة من ضعف تمييز الألوان.
جدير بالذكر أن أعراض الشلل الرعاش أو مرض باركنسون تتفاوت وتختلف كثيراً من مريض إلى أخر وهذا يجعل تشخيص الإصابة بالمرض صعب نوعًا ما حيث تصل تشخيص المرض بشكل خاطئ بنسبة تصل إلى25% من الحالات المصابة بالشلل الرعاش.
مضاعفات مرض باركنسون
داء باركنسون مثله كأي مرض أخر يكون مصحوب بمضاعفات في حالة إهمال المريض وعدم الاهتمام بتلقي العلاج المناسب ومن تلك المضاعفات ما يلي:
- المعاناة من الاكتئاب والأمراض النفسية بسبب تدهور حالة المريض الجسدية والصحية.
- تفاقم مشاكل اضطراب النوم.
- المعاناة من مشاكل المضغ والبلع مما يسبب الإمساك وهو حالة مزعجة لأقصى درجة ممكنة لدى المرضى.
- مشاكل في الأداء الجنسي وفقدان الرغبة الجنسية.
- المعاناة من صعوبة الإدراك أو “الخرف”.
تشخيص مرض باركنسون
الاضطرابات المبكرة للمرض من الصعب تشخيصها ولكن في كثير من الأحيان يكون الرعاش واضح على المريض أثناء الجلوس بالإضافة إلى بعض التغيرات التي تحدث على قامة الجسم بسبب المرض.
ويعتقد البعض بأنها من علامات الشيخوخة ولكننا يجب التنويه بأنه لا يوجد فحص محدد لتشخيص الإصابة بالشلل الرعاش ولكن عند زيارة طبيب مخ وأعصاب متخصص فقد يطلب مجموعة من الفحوصات للكشف عن المرض وتشمل ما يلي:
-
الاختبارات التصويرية
تشمل الاختبارات التصويرية كل من التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغنطيسي، وذلك لكي يستبعد الطبيب أي احتمالات للإصابة بأمراض أخرى متعلقة بالأعراض التي تظهر على المريض.
-
التاريخ المرضي
يستعلم الطبيب عن التاريخ المرضي من خلال توجيه مجموعة من الأسئلة للمريض والتعرف أكثر على الأعراض التي يعاني منها المريض وأنواع الأدوية التي يتناولها، وهل هناك أشخاص من عائلته مصابين بالمرض.
-
مراقبة المريض
في بعض الحالات المرضية قد يحتاج الطبيب إلى مراقبة حالة المريض عن قرب ومتابعة كافة التغيرات والأعراض الخاصة بالرعشة والرجفان إلى جانب التيبس العضلي الذي يعاني منه المريض وسوف نجد أن الطبيب يلاحظ كافة الأعراض ويضع تشخيصه بشكل أسرع.
-
الفحص السريري للمريض
تشخيص الإصابة بهذا المرض تعتمد بدرجة كبيرة على فحص المريض سريرًا جيداً من قبل الطبيب ويجب أن يكون طبيب ذو خبرة كبيرة من أجل تقييم حالة المريض بشكل سليم بدون أي أخطأ.
جدير بالذكر أنه عندما يتجاوز كبار السن عمر الـ 60 عام وملاحظة أي عرض حتى لو بسيط لابد من مراجعة الطبيب ويفضل أن يكون تخصص أمراض عصبية واضطرابات الحركة وذلك لأن قرارات علاج المرض في مراحله الأولى لها دور كبير في نجاح عملية المعالجة على المدى الطويل.
علاج مرض باركنسون
علاج مرض باركنسون في مراحله الأولى يعتمد على مجموعة من الأدوية ولكن عندما يصبح جسم المريض غير مستجيب لهذه الأدوية يتم اللجوء إلى الجراحة حيث يوجد أكثر من طريقة لإجراء هذه الجراحات وسوف نتعرف على كافة أنواع العلاج المتاحة لهذا المرض المزمن وتشمل ما يلي:
أولا: علاج مرض باركنسون باستخدام الأدوية
يتم استعمال العقاقير والأدوية للسيطرة على أعراض مرض باركنسون (شلل الرعاش) مثل، مشكلات المشي والحركة والرعاش حيث تكون مهمة تلك الأدوية زيادة إفراز مادة الدوبامين التي توقفت الدماغ عن إنتاجها وفي بعض الأحيان قد تقوم بدورها نفسه وسوف نتعرف على أكثر أنواع الأدوية انتشارًا في علاج مرض باركنسون وتشمل ما يلي:
-
عقاقير كاربيدوبا وليفودوبا
من أشهر الأدوية التي تستخدم مع مرضى الباركنسون عقار ليفودوبا فهو أكثر فاعلية في معالجة شلل الرعاش حيث يحتوي هذا الدواء على مادة كيميائية طبيعية عندما تصل إلى الدماغ تتحول إلى دوبامين، ولذلك يفضل الأطباء الجمع بين دواء ليفودوبا وكاربيدوبا أو كما يعرف باسم لودوسين لأن دواء ليفودوبا يحمي من التحول المبكر إلى دوبامين خارج الدماغ وذلك من أجل الحفاظ على صحة المريض من التعرض لبعض الأعراض الجانبية لهذه الأدوية مثل:
-
- الغثيان.
- الشعور بالدوار نتيجة نقص ضغط الدم ألانتصابي.
- ومن الآثار الجانبية لتلك الأدوية أنها مع مرور الوقت تصبح غير مؤثرة وغير فعالة ويضطر المريض لتغيير جرعة الدواء أو تعديلها.
توجد مجموعة أخرى من الأدوية التي يتم استعمالها في خطة علاج مرض باركنسون ولكن قد تختلف من حيث طريقة الاستعمال حيث يمكن للمريض استنشاقها عندما تصبح الأدوية الفموية ليست لها تأثير قوي خلال ساعات النهار.
-
أدوية المثبطات الناقلة لميثيل – O
لا يفضل الأطباء هذا النوع من الأدوية لأنه يسبب فشل الكبد والكلى وبالتالي فاستعماله يكون في حالات نادرة جدًا.
-
الأدوية المضادة للفعل الكوليني
تستخدم للسيطرة على الرعاش ولكن أثارها الجانبية خطيرة جدًا حيث تسبب ما يلي:
-
- ضعف الذاكرة.
- التشوش وعدم وضوح الرؤية.
- المعاناة من الهلوسات.
- الإمساك.
- جفاف الفم.
- ضعف القدرة على التبول.
-
مثبطات أكسيداز أحادي الأمين ب:
هذه المثبطات لأكسيداز أحادي الأمين ب تتميز بأنها تضم مجموعة من الأدوية تعمل على تعطيل الدوبامين في الدماغ عن طريق تثبيط إنزيم الدماغ والذي بدوره يعمل على أيض الدوبامين بالدماغ ولهذه المثبطات أيضًا مجموعة من الأعراض الجانبية تشمل الآتي:
- الصداع.
- الغثيان.
- الأرق.
-
ثانيا: العلاج الجراحي لمرض باركنسون
يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي عندما تصبح الأدوية غير فعالة مع مرضى الشلل الرعاش، حيث أن التطور التكنولوجي في مجال الطب أصبح في تطور وتجديد كل يوم حيث توجد بعض الجراحات التي تساعد مريض الباركنسون على أن يمارس حياته بشكل طبيعي وسوف نتعرف على تلك الجراحات كالتالي:
-
كي البؤر المسؤولة عن فقدان السيطرة على الحركة:
تتمثل هذه الجراحة والتي تعرف بـ كي نواة المهاد في إجراء عملية كي تتم من خلال استخدام جهاز تردد حراري حيث يتم تحديد بعض النقاط المتعلقة بخلايا المخ الداخلية وهذه الخلايا هي المسؤولة عن اضطراب الحركة، حيث يتم استعمال جهاز خاص بتحديد مناطق المخ الملاحي وثم استعمال جهاز التردد الحراري ويتم كي هذه البؤر والتخلص من الخلايا التالفة.
هذا الإجراء الجراحي يساهم السيطرة على رعاش الأطراف والتيبس وأيضًا الحركة البطيئة، وتتميز هذه الجراحة بأنها أمنة للغاية، حيث أن المريض يكون مستيقظ أثناء إجرائها ويتم إجراء نوع من التقييم الفسيولوجي العصبي للمريض من أجل تحديد الأماكن المهمة للمخ والابتعاد عنها بالإضافة إلى أن هذا الإجراء الجراحي يتميز بأنه لا يتم فيه زرع أي أجهزة داخلية للمريض.
-
العلاج بالضخ:
هذا النوع من الجراحات يعد متطور وحديث بدرجة كبيرة لأنه يسيطر على أعراض الشلل الرعاش المتقدمة والمتفاقمة.
وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على هذا العلاج الجراحي ويتم إجراء الجراحة من خلال توصيل مضخة تعرف باسم Duopa بالدماغ ، ثم زرع مضخة بالقرب من الأمعاء الدقيقة لدى المريض وهذه المضخة توفر مزيج من عقار ليفودوبا وكاربيدوبا وهذه الأدوية بدورها تعمل على زيادة نسبة الدوبامين في الدماغ وبالتالي التحكم في الحركة وقد تم إجراء هذه الجراحة عام 2015.
مرض باركنسون و فيروس كورونا (Covid-19)
من المعروف وكما ذكرنا مسبقًا أن مرض باركنسون هو حالة مرضية تفاقمية تظهر بشكل تدريجي فيصبح المريض يعاني من الأعراض كالرعشة والتيبس ثم تتطور الأعراض وتتقدم فيصبح يعاني من الكثير من الأعراض الأخرى.
مرض باركنسون في حد زاده لا يزيد من خطر الإصابة بكوفيد 19 مثل بعض الأمراض الأخرى، ولكن معظم مرضى الشلل الرعاش هم أشخاص تجاوزوا عمر الـ60 عام.
وبالطبع يصنفون ضمن الفئة الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد والذي يهدد حياتهم أكثر من الفئات العمرية الأخرى ونسب الوفاة لكبار السن بهذا الفيروس ليست قليلة بل نسبتها تصل إلى 60% من حجم الوفيات بهذا الفيروس، وبالتالي احتمالية إصابة هؤلاء المرضى من كبار السن بمضاعفات الفيروس تزيد خطورة.
مريض الشلل الرعاش يعاني من ضعف المناعة بالجسم إلى جانب تراجع قدرات وظائف العضلات بالجهاز التنفسي وهذا يجعله أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورنا والتعرض للمضاعفات أيضًا.
المشكلات الصحية المتعلقة بالجهاز التنفسي لدى مرضى باركنسون تزيد من صعوبة تنفسهم في الوضع الطبيعي حيث محاولة التنفس بعمق من أجل الحصول على قدر كافي من الأكسجين الذي تحتاجه الرئة وفي حالة الإصابة بفيروس كورونا فإن الحالة سوف تتدهور بشكل واضح وقد تسبب الوفاة.
تأثير لقاح فيروس كورونا على مرضى باركنسون
عندما يتناول مرضى باركنسون لقاح فيروس كوفيد 19 فإن تلك اللقاحات الخاصة بالفيروس فسوف يكون لها تأثير طويل المدى على أعراض مرض باركنسون ومن الآثار الجانبية قصيرة المدى للقاح على مرضى الشلل الرعاش ما يلي:
- الشعور بالصداع.
- المعاناة من الحمى.
- الغثيان المصحوب بقشعريرة في الجسم.
- توتر وانزعاج عضلات الجسم والمفاصل.
- تأثير اللقاح على المدى الطويل لمرضى باركنسون يتمثل في تدهور وتفاقم أعراض المرض التي يعاني منها المرضى.
لقاحات كوفيد 19 و أدوية باركنسون
أكد الأطباء المتخصصين في علاج شلل الرعاش بأن الإصابة بفيروس كوفيد 19 أمر في غاية الخطورة وذلك لابد أن يكون هؤلاء المرضى أكثر حذرًا من غيرهم إلى جانب أن تناول اللقاح الخاص بهذا الفيروس له تأثير خطير على مرضى شلل الرعاش وذلك يمكننا توضيحه كالتالي:
- اللقاحات التي تعتمد على mRNA، وهذه اللقاحات هي ناقلات الفيروس وقيد التطوير وبالتالي تكون غير معروفة، و قد تتفاعل مع عملية التنكس العصبي في مرضى الشلل الرعاش.
- حتى الآن لم يتم تحديد ومعرفة مدى تفاعل أدوية باركنسون الحالية مع لقاحات فيروس الكورونا.
- هذه اللقاحات لها مجموعة من الأعراض الجانبية على مرضى باركنسون وتكون نفس الأعراض الجانبية التي تحدث للأشخاص الطبيعيين ولكن تأثر مرضى الشلل الرعاش بتلك الأعراض سوف يكون واضح وقد يكون خطير بالنسبة لصحتهم الجسدية.
- في حالة تم تطعيم مرضى الشلل الرعاش لقاح كوفيد 19 فلابد من الالتزام بإرشادات الصحة العامة والحذر من كثرة التنقل ويفضل أن يتم ذلك تحت مراقبة طبية من متخصص لتجنب حدوث أي أعراض مفاجئة للمريض.
ماذا يحدث لمرضى باركنسون بعد تناول لقاح فيروس كوفيد 19 ؟
يتم اعتبار المريض ملقحًا تمامًا بعد أسبوعين من تناول الجرعة الثانية من اللقاح ويمكن في هذه الحالة ممارسة الأنشطة بدون ارتداء قناع وذلك وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض ولكن في حالة السفر أو استخدام وسائل النقل العامة لابد من اتخاذ كافة الاحتياطات وارتداء الكمامة أو القناع.
يجب الانتباه جيدًا إلى أنه من الممكن أن يصيب فيروس كورونا الأشخاص الذين تم تطعيمهم ومنهم الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، ولابد من الاتصال بطبيبك إذا كنت تشتبه بإصابتك بفيروس كورونا وتزداد الأعراض سوءًا.
كيف يمكن التعامل مع مريض باركنسون ؟
الأسرة التي يعاني أحد أفردها من هذا المرض المزمن تكون لديها رغبة في معرفة كافة المعلومات عن هذا المرض لكي يتمكنوا من التعامل مع المريض بدون شعوره بأي حرج أو معاناة نفسية ولذلك يمكن إتباع مجموعة من الإرشادات تشمل ما يلي:
-
صدق التعامل مع مريض باركنسون:
ينصح الأطباء المتابعين لحالات مرضى الشلل الرعاش بأهمية التعامل بحذر معهم حتى لا يشعرون بأنهم يعانوا من العجز ودائما في حاجة لمن يساعدهم من أفراد أسرتهم هذه المشاعر عندما تتمكن من المريض فإنها تسبب له حالة نفسية سيئة وقد تمتد إلى الاكتئاب ولذلك لابد من المتابعة الدائمة مع مقدم الرعاية من أجل اقتراح حلول جديدة وتنظيم أوقات المريض بطريقة مناسبة.
-
معرفة المعلومات الخاصة بمرض باركنسون:
يجب على أسرة المريض أن يهتموا بجمع كافة المعلومات المتعلقة بمرض الشلل الرعاش لكي تكون أفراد الأسرة على استعداد تام في التعامل مع المريض ومتابعين لأعراض المرض المتطورة والمتقدمة ومضاعفاته أيضًا كما يجب الاهتمام بمتابعة الحالة النفسية للمريض كما أنه بعد تناول الأدوية فإن صحة المريض العامة تتأثر ولابد من متابعة ذلك حيث يصبح غير قادر على القيام بمعظم الأنشطة اليومية.
-
ممارسة مجموعة من التمارين الرياضية:
ممارسة الرياضة بالنسبة لمريض الباركنسون أمر مهم وضروري لأنها تساعد الدماغ على إنتاج مادة الدوبامين اللازمة لحركة العضلات لأن نقصها يسبب الإصابة بالشلل الرعاش.
-
مراقبة تقدم وتطور أعراض المرض:
لابد من متابعة المريض باستمرار من أجل ملاحظة أي تطور أو تقدم في أعراض المرض حيث تظهر بعض الأعراض التي تدل على أن حالة المريض أصبحت أسوأ وفي هذه الحالة لابد من تشجيع المريض على زيارة أخصائي الصحة العقلية للحصول على المساعدة اللازمة.
-
إتباع نمط غذائي صحي خاص:
يجب الاهتمام بنوعية الأطعمة التي يتناولها مريض باركنسون حيث يجب أن تحتوي على نسبة عالية من الألياف وشرب كمية كبيرة من السوائل بالإضافة إلي تناول أوميجا3 الدهنية إلى جانب مجموعة أخرى من الأطعمة.
-
ممارسة العلاج الطبيعي:
ممارسة تمارين العلاج الطبيعي من أجل تقوية العضلات أمر مهم بالنسبة لمريض الشلل الرعاش من أجل تقوية العضلات ومرونتها وتوازنها فهي أيضًا تقلل من الشعور بالقلق والاكتئاب ويجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أو أخصائي علاج طبيعي.
-
ممارسة رياضة التاى تشي:
هذه الرياضة الصينية القديمة مهمة جدًا فهي على الرغم من أنها تمارين بطيئة وسلسة إلا أنها تساعد المريض في تجنب السقوط ومرونة العضلات وقوتها.
-
ممارسة التأمل:
يجب رعاية المريض بشكل مختلف وحسه على التأمل والتفكير بعمق وهدوء فذلك يزيد من تركيز الذهن ويخفف من التوتر ويحسن الشعور بالصحة والعافية.
هل يمكن الوقاية من الإصابة بمرض باركنسون؟
حتى وقتنا الحالي فإن سبب الإصابة بهذا المرض غير معروف وطرق الوقاية منه تعد غير مؤكدة ومعروفة أو بها بعض الغموض ولكن يمكن إتباع مجموعة من الطرق التي قد تساهم في الوقاية من هذا المرض ومنها ما يلي:
- يجب الالتزام بممارسة مجموعة من التمارين الهوائية فهي تقلل من خطر الإصابة بمرض باركنسون.
- بعض الأبحاث العلمية أكدت بأن الأشخاص الذين يتناولون كمية كبيرة من الكافيين سواء عن طريق شرب القهوة أو الشاي أو المشروبات الأخرى فإنهم معرضين للإصابة بالشلل الرعاش بنسبة أقل من الأشخاص الآخرين الذين يمتنعوا عن تناول تلك المشروبات، كما أن تناول مشروب الشاي الأخضر يقلل من انخفاض خطر الإصابة بالمرض.
- تناول أطعمة صحية تحتوي على الخضروات والفواكه الغنية بالفيتامينات والمعادن المختلفة.
- بعد تجاوز عمر الـ60 عام لابد من الانتباه كافة الأعراض التي يمكن أن تشعر بها واستشارة الطبيب عند أي عرض أخر غير طبيعي.
نصيحة الطبيب
يجب الانتباه جيدًا إلى أن مرض باركنسون من الأمراض المزمنة والخطيرة التي يمكن أن تسبب الكثير من المشكلات الصحية ولذلك لابد من الاهتمام الجيد بالمرضى في المراحل الأولى من المرض وتلقي خطة علاج مناسبة تحت إشراف طبي.